تعديل

Flag Counter

الاثنين، 10 سبتمبر 2018

الأسيرة



 بسم الله الرحمن الرحيم في هذا الجزء الجديد من المدونة احب ان اقدم لكم قصة قصيرة للكاتب عبد المجيد بن جلون اتمنى لكم قراءة ممتعة
*********

جلس في ظلمة الليل يرنو الى ألسنة اللهب التي كانت تعكس على وجهه معنى رهيبا ,ولقد كان هناك تجاوب شديد بين هذه النار ونار أخرى كانت تتراقص ألسنتها في جوفه.كان يشعر وهو محاط في أعماق الغابة بالصمت والحزن والظلام كما لوكانت كارثة عظمى قد نزلت بهذا الجزء المجهول من العالم,الذي صب عليه الهة المادة نقمتهم و غضبهم,ولكن صاحبنا لم يكن يفكر في شئ من هذا وانما كان يفكر في أخيه الذي راه بعيني راسه يتخبط في دمائه تحت طلقات الرصاص التي أفرغها في رأسه وصدره قائد اسباني غليظ,فترك المدينة هائما على وجهه الى أن استقر به المقام هنا,فلما أدركه الليل اوقد هذه النارليبادلها الحديث في صمت الغابة وظلامها البهيم.

واي حديث؟ حديث ذكريات الصبي يوم كان هو و أخوه يِؤنسان البيت بلعبها وضجيجهما,وماكان يضمره  من الحب لهذا الأخ
الحنون الكريم,والحزن للكارثة التي حلت بأبيه وأمه والملل من الحياة بعد أن أصبح فيها وحيدا,والغضب لتلك الصورة البشعة التي لقي عليها اخوه حتفه القاسي,أيقتل ذلك الأخ الوديع الرحيم كما تقتل الكلاب الشريرة على قارعة الطريق؟وهكذا تضارب في نفسه الحزن والملل والغضب,وثارت هواجسه الى أن أصبحت ألسنة اللهب عاجزة عن متابعةالحديث.
كان أخوه جنديا أسره الاسبانيون في احدى الوقائع وأرغموه على الالتحاق بخدمة  ضابط برتبة جنرال وكان هذا الضابط خير وارث لتلك الاحقاد التاريخية الصبيانية التي يضمرها الاسبانيون للمراكشيين,فتفنن في التنكيل به وفي اذلاله.كان يرغمه على أن يلبس ثياب النساء,ويحمل القاذورات بيده,وأرسل الأسير ذات يوم يطلب زيارة أخيه ليستشيره,وبينما كان الاثنان يتجادلان باغتهما الضابط وارسل سيلا من السباب في وجهيهما.ثار الأسير ثورة جامحة يائسة فأجابه الجنرال بثورة مماثلة ولكن بواسطة مسدسه.
برقت عينا محمود فجأة وهو يرنو الى النار ,وأحس بصوت يهتف به من أعماق نفسه,"الى جيش عبد الكريم"هذا هو النداء الذي طغى عليه,وكان قويا غامرا حتى خيل اليه أنه يسمع صداه يتردد في أنحاء الغابة مدويا مجلجلا.

*************

                                                                             لم تصرفه المعامع التي خاضها في الجيش المراكشي الباسل عن التفكير في الجنرال السفاك,بالرغم من توالي الانتصارات وقد طال الزمن,ولذلك عزم على زيارته في غارة مباغتة.
كانت العادة ان تفاجئ مدينة تطوان من ان لآخر عصابة مسلحة قوية لتحطيم المراكز الحيوية ومغادرتها قبل أن ينتبه الإسبانيون,ولا سبيل الى زيارة الجنرال الا أثناء غارة من هذه الغارات.
دخل المدينة على حين غفلة من حراسها اثناء الليل في جماعة من الجنود ولم تكن هذه مهمة صعبة,لانه لم يكن من السهل تمييز أنصار عبد الكريم المحاربين,ودخل حديقة المنزل بعد ان خدع الحارس,ثم تسلل الى الداخل فوجد الغرف كلها ساكنة مظلمة الا واحدة فتقدم اليها وأخذ ينصت فاذا بصوت غليظ يقول مخاطبا شخصا اخر متقطعا منهوكا كانه الحشرجة:
"اسمعي يابنتي؟لقد دوخنا هؤلاء الاوغاد,ابناء الجبال وقطاع الطرق,ان المسدس الذي صرعت به  عشرات منهم لم يعد يشفي لي غليلا؛هؤلاء الصعاليك الذين جللو بنات اسبانيا الجميلات بسوادالحداد,كما فعلوا حينما نازلونا من قبل,نعم؟سوف تتخطفهم لعنة اسبانيا مهما صمدوا للقتال,وسوف تشرق الشمس ذات يوم ومراكش كلها راكعة عند قدمي اسبانيا تكفر بذلها ومهانتها عن هذه الدماء الزكية التي سفكتها .اننا نكسب الان نقطة ارتكاز في الشمال للزحف على هذه البلاد كلها.ولسنا نفعل ذلك لاستثمارها بقدر مانفعله للقضاء عليها واخذ ثارنا القديم منها.اه يابنتي؟مااريده هو ان اضرم النار بيدي في شخص واحد منهم على الاقل قبل أن اموت"  .
هنا فتح الباب بضربة قوية من رجل محمود,فاذا بالجنرال المخمور أمام الخطر الداهم,فقام مترنحا,ولكن رصاص المسدس أرجعه إلى مقعده,وصحب ذلك صراخ الفتاة.فوثب إليها محمود ليخنق صوتها.وخشي أن تفضحه اذا هو تركها,فسحبها من يدها,فلما اعترضه الحارس ارداه.ثم قفز بها الى ظهر الفرس,وانطلق في شوارع المدينة في جراة وبراعة,بحيث لم يفطن أحد لما حدث إلا في صباح اليوم التالي.
**************
أقامت ماريا مع محمود في كوخه قريبا من خطوط النار كأنها الهرة الشرسة.ولكنها لم تجرؤ على الهروب خوفا ان يمزقها الرصاص.كان يرجع إليها كل مساء لتنغص عليه الليل بالبكاء والعويل.ولم يكن يقيم لها وزنا في أول الامر,ولكن صورتها الجميلة مالبثت أن بدأت تتسرب لى نفسه قليلا قليلا,إلى أن هيمنت على فكره حتى في خطوط النار.
ومرت شهور,فإذا بها هي أيضا تحس نحوه بشعور مبهم لم يكن من السهل تجاهله,ولكنه قاتل أبيها:
-إنك قاتل أبي يامحمود,إنك سفاح مروع,فكيف يعرف الحب إلى قلبك سبيلا؟
-ولكن اباك هو البادئ,الم يقتل هو أيضا اخي؟وليس بإنسان من لم ياخذ  بثأره.-وإذن فلا سبيل إلى ماترمي إليه,لقد فصلت بيننا الايام يا محمود.
كان جسمها يطفح بالانوثة والنعومة والجمال,أما هو فكان مثالا للرجولة والمتانة والقوة,وكان مع ذلك رقيق العاطفة,فلم يكن ليخطئ الاخلاص الذي يغمر قلبه,لأنها كانت نافذة البصيرة-ومرت الأيام فاذا بكل واحد يهيم حبا بالاخر بعد أن لم يعد هناك مجال للمكابرة وتجاهل ما يخفق به القلب,هكذا تلاشت الأحقاد وانمحت معالم الدماء في حياتيهما.
ولكن ماريا ضاقت ذرعا بالحياة في هذا الكوخ الحقير وبهذا الشذوذ الذي باتت فيه حياتها,انها تعرف انه أنقذ حياتها في اليوم الذي أراق فيه دم أبيها,وقد فكرت في المكر به وقتله خيانة,ولكنها بعد أن أحكمت المؤامرة خانتها عواطفها,وكان محمود يعرف أن في استطاعتها أن تقتله,فقد كان ينام ملء جفونه والى جانبه أسلحة مختلفة,ولكنه مع ذلك لم يفكر في حماية نفسه منها.
-لنتزوج يا ماريا.
محمود؟ارجوك لقد قتلت أبي كما قتل أبي أخاك ولن نستطيع أن نتجاهل هذه الحقيقة الدامية مهما عشنا سعيدين,إنك وديع ورحيم بالرغم من الدماء التي سفكتها,وإنني استغرب كيف يمكن أن يكون مثلك مراكشيا,فأرجعني إلى قومي يا محمود,لست أستطيع أن أعيش هنا أكثر مما فعلت.
كانت تبكي وتنتحب في حزن عميق,وقد عصف بقلبها الحب والالم,ولكن محمود كان عاجزا عن تنفيذ رغبتها,وتقدمت الأيام فإذا بماريا تشحب,وإذا بها عاجزة عن مقاومة هذه التيارات المتضاربة في نفسها,فعرتها الشراسة من جديدوأرغمه ذلك على أن ينزل عند رايها بعد أن تيقن بأن كل محاولاته قد ضاعت سدى.
وبكيا وهما يستعدان للفراق وسارا في الطريق صامتين حزينين,ولكنهما معا كانا مؤمنين بان هذا هو الحل الوحيد وتسلل بها داخل خطوط النار معرضا حياته للخطر,ثم اقترب بها من المدينة معرضا نفسه لخطر اشد,وهناك في منحدر قريب منها وقف ليودعها فإذا بهما ينتحبان والألم يمزق نفسيهما,وفجأة قفزت إليه في حرارة وشدة ثم انطلقت نحو المدينة مهرولة الى أن غابت عنه وهو واقف يرنو إليها بعينين دامعتين.
انتهت الحرب الان وماريا تزحف نحو الأربعين من عمرها,وقد عرفت رجالا كثيرين,ولكن أحدا منهم لم يشغل من نفسها مكانة قاتل أبيها,ولذلك فإنها فضلت أن تعيش عذراء,بيد أن الأمل لم يمت في نفسها أبدا,بل ماتزال الى الآن تجوب بوادي مراكش ومدنها باحثة عن محمود وهي تزور مكان الكوخ القديم الذي عاشت فيه مع حبيبها ثلاثة شهور هي أسعد أيامها,بالرغم من أنها كانت أسيرة,وبالرغم من الخطر الذي كانت محفوفة به.وإذا كانت تذكر اباها والصورة التي لقي عليه حتفه,فهي تعرف أن المقادير         -مقادير الغزو والفتح- هي التي كتبت هذا الفصل من حياتها بقطع النضر عن أبيها ومحمود.
وهي بعد ذلك ماتزال أسيرة,ولكن الذي أسرها هذه المرة هي الحوادث والأيام.

السبت، 8 سبتمبر 2018

                                                                       

 بسم الله الرحمن الرحيم في هذا الجزء الجديد من المدونة احب ان اقدم لكم قصة قصيرة للكاتب عبد المجيد بن جلون اتمنى لكم قراءة ممتعة

غريب


ذات ليلة حالكة من ليالي الشتاء طرق الباب رجل غريب,بعد أن تقاذفته العاصفة الهوجاء طول النهار,ولما فتح الباب سقط الرجل إلى الأرض متداعيا فحملوه إلى داخل المنزل.
وتبادل اهل البيت النظرات,هذا رجل غريب لم يرو مثله من قبل في هذه الربوع,ولكن حيرتهم لم تطل فقد أسرعو إلى الغريب يدفئونه ويطعمونه ويغيرون ملابسه المبتلة الموحلة بأخرى ناصعة بيضاء فضفاضة,وسقط كتاب قديم من ثياب الرجل الغريب لم يسترع انتباه أحد.
كانت الغرفة المتواضعة دفيئة ساكنة مثل عش قرير في مأمن من عويل الريح الذي كان يسمع في الخارج شديدا متواصلا,كأنه صراخ السموات وهي تشرف من عليائها على المستقبل القريب.كانت الريح تصرخ "اقرأو ذلك الكتاب"ولكن أحدا لم يسمعها.


*******

خرج الرجل الى الربوع وقد برزت الشمس وصفت السماء وتنفست الأرض ففاح الخصب وأشرق الجمال,وتنقلت عيناه هنا وهناك 
فقال في نفسه:"هذه الأرض التي وعدناها نحن الفرنسيون".
وأبرقت عيناه وهو يرنو إلى الخضرة وإلى الخصب ,على المزارعين.كان صاحب الارض كريما,فقال له انني متعطل,وكان هو فنانا في تمثيل الذل والمسكنة.
سوف يعيش الغريب اذن في هذه المزرعة منذ الآن فلغته العربية تتحسن يوما بعد يوم, وهو يتناول كل ما حوله بعين فاحصة دارسة مستوعبة,وقد ابتدأ أمره متواضعا,ولكنه مع مرور الأيام استطاع أن يسترعي الأنظار بنشاطه وذكائه,كان يتزلف إلى صاحب الارض بالجد في العمل,وينصحه,ويشرح بعض الاساليب الزراعية الحديثة إلى أن أعجب وأحبه وبدأ يعامله معاملة الصديق والقريب.
وهكذا احتل مكانة بين أولاد العم عبد السلام في بيته وقلبه وكان هذا الرجل مسنا,قضى حياته في المزرعة يشرف على أرزاق الناس فيها,إذكانوا يعيشون في  نوع من الاشتراكية معروف بين القبائل في مراكش,وكان له ولدان وبنت:محمد في سن العشرين.وأحمد في سن العاشرة وفاطمة في سن الرابعة عشر.وكان العم عبد السلام يفحص رجاله  ويعجم عودهم ليختار من بينهم رجلا قويا مخلصا يخلفه بعد وفاته.وأدرك الغريب-اسمه أندريه-ذلك, فعمل بكل ماأوتي من لباقة وحذق لللاستيلاء على قلب الرجل واولاده وأهالي المزرعة فصلى معهم في المسجد,وشاركهم لباسهم وطعامهم,واستطاع أخيرا ان يطمس معالم حياته الماضية ليصبح شخصا جديدا.
كان مثلهم في كل شئ ولكنه كان أكثر منهم حيلة وأوسع فكرا,ولذلك برز بينهم,وأكبر الناس ذكاءه,فلما تقدمت الايام بدأت ومضت الحياة تنطفئ في العم عبد السلام رويدا رويدا,وجاء اليوم المحتوم,وبكى أهل المزرعة جميعا وهم يمشون خلف نعش الرجل الذي عاش لهم بالقلب والفكر والجسم,الرجل الذي اتاهم الحياة مشرقة ضاحكة فعاش في ظل رحمته الايتام والايامى والمتشردون,مشو خلف نعشه يبكون فيه جدهم واباهم واخاهم وصديقهم,كما لو كانوا يعرفون أنهم يمشون خلف نعش الماضي.

*******

ساور أهل المزارع القلق بعد أن وصلتهم الأخبار من المدن بالحرب والإحتلال,ولكن اهل المزرعة كانوا أقل اضطرابا لهذه الانباء لأنهم كانوا يؤمنون بزعيمهم الجديد.
خلف أندريه-ودعنا لانذكر اسمه المنتحل ما دمنا نعرف اسمه الحقيقي-العم عبد السلام في المزرعة والبيت فلم يلاحظ الناس أي تغيير,وحمدوا الله الذي أرسل إليهم هذا الغريب ليحافظ على مستوى حياتهم.
ولكنهم في نفس الوقت لاحظوا شيئا طفيفا لم تكن له اية أهمية,وهو انه كان يتغيب عن المزرعة من ان لآخر أياما معدودات ربما بلغت الأربعة,فكانوا يتساءلون عن سبب تغيبه والمكان الذي يذهب إليه,وكيف لا يتساءلون وهم لا يعرفون عن رئيسهم السابق انه ترك المزرعة مرة واحدة.
كان مجرد تساؤل في أول الأمر,ثم بدأوا يلاحظون سلسلة من الملاحظات لم يعرفوا لها وجودا من قبل,وذلك أن حظوظ الناس بدأت تختلف,فهو يقرب بعضهم وان لم يكن يسئ الى الاخرين,وقد أصبح يلبس حذاء غريبا كما تغيرت ملابسه الداخلية وعرا ذهابه الى المسجد بعض الفتور.ولكن أسقط في يد المزارعين حينما رأوا جماعة من الفرنسيين يزورون مزرعتهم,وبدا عليهم التذمر واضحا,وتحادث أندريه في المساء مع محمد وفاطمة وأحمد,فاعتذر بانه يتعلم منهم كيف يحسن أحوال المزرعة.
وبعد أن أحدث ذلك اثره في النفوس ,تقدم اليه احدهم وهو خارج من المنزل في الصباح وقال له:"ان أهل المزرعة لا يريدون أن يروا مثل هؤلاء الناس في مزرعتهم مرة أخرى,لأن هِؤلاء هم الذين جلبوا الدمار الى المدن ,فيجب أن لاتفتح أمامهم المزارع أيضا"
فصعد الدم الى رأس أندريه وصمم أن يقتل مثل هذا التفكير في مهده,قبل أن يستفحل امره,الم يفاخر رؤساءه في مدينة الرباط,بأنه استطاع أن يقطع الطريق على مثل هذا التفكير في مزرعته؟ فصاح بالرجل:
"إرجع إليهم وقل لهم إن هذه مشيئة رئيسهم,خليفة العم عبد السلام ووارثه."
-ولكن العم عبد السلام لم يكن يعامل امثال هؤلاء الانجاس؟.
هنا أفلت الزمام من يد أندريه,وصعد الى راسه دم فرنسي حار,فانقض عليه وشده من صدره وهو يرجه:
"لاتتكلم هكذا مرة أخرى وإلاحطمت رأسك أيها القذر,أفهمت؟"ثم أطلقه.
وسرى الخبر في كل الارجاء,فعاتبه الناس أثناء العمل في المزرعة كما يعاتب الصديق صديقه,لأنهم لم يكونوا يتصورون معنى للرئاسة عن الصداقة,وعاتبه أولاد العم عبد السلام في البيت,وبدأ اندريه يشعر كأن هذا العقاب يطارده في كل مكان,وتعب من دور المصانعة الذي مثله أكثر من خمس سنوات,وبدأ ينتبه إلى وجود همسات مريبة,لذلك صمم على التمتع بسلطته الحقيقية مادام أنه لابد من ضياع هيبته بينهم.

*******

هذه كتيبة من الخيل مقبلة نحو المزرعة يقودها جنود مدججون بالسلاح واندريه في طليعتهم.ولما وصلوها اجتمع حولهم المزارعون وعيونهم تكاد تقفز من رؤوسهم,وترجل بينهم أندريه وهو يقول:"اذهبوا الى اعمالكم,فسوف اعلمكم كيف تخضعون لي كما كمنت تخضعون للعم عبد السلام,ان ماحدث ايها الناس هو أنكم فسدتم,ولذلك فأنتم في حاجة إلى معاملة جديدة,والآن انطلقوا غلى اعمالكم".
قامت بعد بضعة أسابيع بناية فخمة في المزرعة,هي بناية الحاكم بأمره أندريه,ذلك الرجل الخدعة الذي أصبح بمعاونة رؤسائه المالك المطلق لهذه الأراضي الواسعة,فهي له بمن فيها وما فيها.
وكانت كل عائلة تملك قطيعا صغيرا من الأبقار أو الأغنام,فعول أندريه على أن تكون تلك أيضا ملكا مشاعا.
ضاع في المزرعة جمال الحياة,الحياة البسيطة المشبعة بالرفق والرحمة والمحبة,وضاعت الأرض الجميلة الخصبة ,الأرض التي كانت تغذي اجسامهم وأرواحهم معا,وضاعت الابقار والاغنام التي كانت افرادا في تلك العائلات,اه لقد انكشفت الايام عن حقيقة مخيفة,هي انهم اصبحوا عبيدا.
كانت لمحمد بقرة جميلة اراد ان يحتفظ بها,ولكن أندريه أبى عليه ذلك,فلما قاومه القى عليه القبض,كذلك فعل مع أخيه حينما أراد الاحتفاظ بمعزة ظريفة صغيرة وادا كان هذا ما لقيه ابن العم عبد السلام رحمه لله فماذا لقي الأفراد الآخرون؟
خرج أندريه من قريته الفقيرة في جنوب فرنسا فقيرا معدما خرج ليمتلك الحياة,وقد امتلك من الحياة الآن المال والجاه والسلطة,ولكن هذه ليست كل شئ لقد أشبع غرائزه الجشعة كلها ,الاغريزة واحدة,فلما أسرعت فاطمة بنت عبد السلام الى القصر لتسأله الافراج عن أخويها,استيقظت في نفسه تلك الغريزة,أشد ما تكون جوعا وجشعا.
ارتمت الفتاة البرئة لتسأله الصفح عن أخويها وتعتذر له بطيشهما,فقد كانت تدافع عن أدريه دائما أمامهما,وكانت ترى في الدفاع عنه دفاعا عن ابيها الذي استأمنه.واحست به يحتضنها ويداعبها ويمنيها,وكان كلامه مضطربا,ثم ضاع صوابه فضمها الى صدره في قوة مجنونة ولكنها تملصت منه ووقفت بعيدا فأخرج هو مسدسه في فورة عصبية وأطلق رصاصة على المصباح فتناثر في الهواء ثم رمى بالمسدس فوق المكتب وسعى اليها.
-أرايت؟سأقتلك هكذا أيتها الشرسة اذا استمررت تتصرفين هكذا.
-فبرقت عيناها:"استدعهما الى هنا فلا يسعني إلا أن أكون شرسة معك وأخواي أسيراك".
فنظر اليها مليا كأنه يستطلع أساريرها ثم هز كتفيه هازئا وقصد نحو الباب تاركا الفتاة تتميز حنقا وغيظا.
دخل الأخوان ومن خلفهما اندره وهو يقول"خذي أخويك وعلميهما كيف يطاع الحكام".
واحتدم الغيظ في نفس فاطمة,فانتقلت نظراتها في ارجاء الغرفة دون وعي,وفجأة وقعت عيناها البارقتان على المسدس فوق المكتب فقفزت إليه في سرعة البرق,حركة وتفكيرا,ثم صوبته إلى صدر اندريه وهي تصيح:
"مكانك أيها الوغد,اقفل الباب يا أحمد,واوثقه انت يا محمد.يا لثارات المزارعين والرعاة,أتذكر كيف جئتنا.شخصا تافها قد احاطت به الاسمال والاوحال,ترتعش في يد العاصفة ضعفا وخورا؟واليوم تكشف لنا القناع عن وجهك,فإذا أنت شيطان رجيم,انكم تمتلكون السلطة في هذه المزرعة والمزارع القريبة والبعيدة التي تجاورنا ولكنكم لن تمتلكوا قلوبنا,ومادمت عاجزا عن انتزاع الاحتقار من صدري فأنت ما زلت كما جئتنا اول يوم خائرا وضعيفا.ها أنت ذا بين يدي –أنا الفتاة الفلاحة الساذجة-ترتعش في فزع ورعب.بعلمك وسلطانك لأن السلاح اليوم في يدي أنا,لقد نزعته منك أيها الجبار فتكشفت عن انسان ضعيف يتخاذل أمام فتاة ضعيفة,لأن في يد الفتاة الضعيفة قطعة من حديد.مكانك وإلا مزقتك".
فتراجع عن الخطوة التي انتوى أن يخطوها.وهو يقول بين أسنانه:"احذري ايتها الشقية".
وصاح أحد الأخوين وقد امتلكه الخوف"لاتقتليه لاتقتليه".
فالتفتت إليه دون أن تحول فوهة المسدس عن صدر اندريه"ماذا؟لااقتله؟اغتصب أرضنا وحريتنا وماشيتنا وراحتنا.اغتصب هذه الأرض التي ملكها اباؤنا الافا من السنين.ثم جاءني منذ لحظة يريد أن يخدش طهارتي".
ولم تسمع اللفظة الأخيرة فقد صحبتها طلقة المسدس وأعقبتها صرخة اندريه الغريب يتخبط في دمائه....

*******

في صباح اليوم التالي عثر الخفراء في حفرة بعيدة عن المزرعة على جثة معفرة هي جثة  أندريه .لقد تسلل إلى المزرعة في ظلمة الليل غريبا تسوقه عاصفة هوجاء ثم خرج منها في ظلمة الليل غريبا يسوقه الموت وعثروا في جيبه على ذلك الكتاب الذي حمله معه إلى المزرعة يوم أقبل إليها فكان عنوانه(كيف تغتني في مراكش)؟إنه عنوان أغرى أمة وأغرى رجلا.
فهل تكون هذه أيضا قصة أمة كما كانت قصة رجل؟

السبت، 21 ديسمبر 2013

مختارات الحلاج 31_34


                                        
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت        إلا و حبّـك مقـرون بأنفاسـي

ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم             إلا و أنت حديثي بين جلاســي

ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا           إلا و أنت بقلبي بين وسواســـي

ولا هممت بشرب الماء من عطش      إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــأس

ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم          سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس

ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا        فغّنـني وأسفا من قلبك القاســـي

ما لي وللناس كم يلحونني سفها         ديني لنفسي ودين الناس للنـــاس
                                                             
يا نسيم الروح قولي للرشـا               لم يزدني الـِورْد إلا عطشـا

لي حبيبٌ حبّه وسط الحشـا             إن يشا يمشي على خدّي مشا

روحه روحي وروحي روحه              إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشـا
                                                      
عجبتُ لكلّي كيف يحمله بعضـــي         ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضــي

لئن كان في بسط من الأرض مَضْجَع    فبعضي على بسط من الأرض في قبضي

                                   
ما زلتُ أطفو في بحار الهوى           يـرفـعـني المَـوْجُ و انحطُّ

فتارةً يـرفعـني مَـوْجُـهـا                   وتـارة أهــوى وانـغــطّ

حتّى إذا صيَّرني في الـهوى           إلى مـكـان مـا لـه شــطّ

ناديتُ يا من لم أَبُـح بِاسمـه           ولم أَخُـنْـهُ في الهــوى قطّ

تقيك نفسي السُّـوء من حاكم        ما كان هذا بيننــا شــرط

  


السبت، 7 ديسمبر 2013

قصة الحكيم زينوا: الرغبة المشتعلة


ذهب شاب لحكيم في الصين ليتعلم منه سر النجاح ، وسأله ما هو سر النجاح؟ فأجاب الحكيم بهدوء : الدوافع !! فسأله الشاب : ومن أين تأتي هذه الدوافع ؟؟ فرد الحكيم : من رغباتك المشتعلة !!! فسأل الشاب باستغراب كيف ؟ فاستأذن الحكيم من الشاب وعاد إليه بعد دقائق حاملاً وعاءً به ماء ، فسأل الحكيم الشاب : هل أنت متأكد من أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة ؟؟ فأجاب الشاب : طبعاً ، فطلب الحكيم من الشاب أن يقترب من الماء وينظر فيه ، ففعل الشاب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل الماء!!!ومرت عدة ثوان لم يتحرك الشاب ، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه ولما شعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه.....وسأل الشاب : ما هذا الذي فعلته ؟؟فرد الحكيم :ما الذي تعلمته من التجربة؟؟فرد الشاب : لم أتعلم شيئاً !!فقال الحكيم : بل تعلمت ففي الدقائق الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية ، وبعد ذلك كنت راغباً في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث دوافعك لم تكن وصلت لأعلى درجاتها ..وأخيراً أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك ، وعندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة تستطيع إيقاف رغبتك المشتعلة.

10 فوائد صحية للضحك


أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية أن للضحك تأثيرات متفاوتة على صحة الإنسان. فما نعلمه ونراه أن الضحك يخفف الألم ويقلل التوتر ويشعرنا بالسعادة،زد على ذلك انه يزيد في نسبة ذكائك بعشر مرات من اجل حل المسائل الصعبة ولكن هل كنا نتوقع أنه أيضا يقوي المناعة ؟
ونظرا لأهمية تأثير الضحك بدأت نوادي الضحك على طريقة اليوجا تنتشر في بعض الدول المتقدمة في العالم كالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من أهميته، فإن الكثيرين لا يحصلون على الضحك الكافي يوميا. فقد كشفت إحدى الدراسات أن الطفل الصحي يضحك ما يقارب من 400 مرة، بينما لا يضحك البالغ أكثر من 15 مرة يوميا في المتوسط. 
ولكي نستشعر أهمية الضحك الحقيقية، دعونا نستعرض معا كيف ينعكس إيجابيا على صحتنا.
تقليل الهرمونات المسببة للتوتر  
من أول فوائد الضحك أنه يساعد على تقليل الهرمونات المسببة للتوتر في الجسم، كالكولسترول والإيبينيفرين، والأدرينالين. 
زيادة المناعة
يعمل الضحك في الوقت نفسه على زيادة الهرمونات التي تعمل على تحسين الصحة بشكل عام، كالإندروفينس. كما يعمل أيضا على زيادة عدد الخلايا المنتجة للأجسام المضادة. مما يعني تقوية الجهاز المناعي، مع تقليل تأثر الجسم جسديا نتيجة التعرض للتوتر. وهو ما يؤدي إلى مقاومة الأمراض بشكل أفضل.
الاسترخاء الجسدي والعاطفي
من التأثيرات الإيجابية الواضحة على الجسم بعد الضحك  الشعور بالاسترخاء الجسدي والعاطفي معا، علما بأنه بعد الضحك تبقى العضلات مسترخية لمدة 45 دقيقة تقريبا

تمرينات داخلية لا تشعر بها
هل تعلم أنك تمارس الرياضة أثناء الضحك؟ فالضحك يستدعي بعض التمرينات الداخلية التي تحدث تلقائيا دون أن نشعر بها. فالضحك العميق يعمل على شد الحجاب الحاجز، كما يعمل على انقباض عضلات البطن. كما يساعد على تمرين عضلات الكتف، ثم استرخائها على نحو أكثر من العادي بعد الانتهاء من الضحك
التخلص من المشاعر السلبية
الضحك يشتتنا عن بعض المشاعر السلبية، كالغضب، والشعور بالذنب، والتوتر. كما يجعلنا أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات
الضحك يمد الجسم بالطاقة
الضحك أسرع سلاح قاتل للألم والتوتر، فلا توجد أي طريقة تعيد التوازن للجسم والعقل أسرع من الضحك، فهو يعزز الأمل ويجعلنا نتواصل مع الآخرين بمنتهى السهولة ويزيد التركيز.  والمحصلة هي القدرة على التجديد والمداواة وحل المشكلات
الضحك يحمي القلب 
للضحك تأثير مباشر على صحة القلب، فهو يعزز عمل الأوعية الدموية ويحسن تدفق الدم، وهو ما يساعد على الوقاية من خطر التعرض للأزمات القلبية وأمراض الأوعية بشكل عام
الضحك والصحة الذهنية
بما أن الضحك يقلل التوتر ويزيد من الاسترخاء، فبالتالي تتحسن الصحة العقلية. وذلك لزيادة المساحة لذهن المرء ليرى الأمور بواقعية أكثر ودون مبالغة. ويمنع اتخاذ القرارات تحت ضغوط نفسية
السعرات الحرارية
زيادة حرق السعرات الحرارية من الأمور التي تشغل كثيرا من الأشخاص. والأخبار الجيدة هي أن الضحك بعمق خمس مرات يوميا يؤدي إلى حرق عدد من السعرات تحاكي التي يخسرها الجسم عند استخدام جهاز شد لمدة عشر دقائق. rowing machine العضلات
والضحك لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميا يساعد على خسارة الجسم ما يقرب من 3 كيلو جرامات سنويا.

قصة الحكيم زينوا رائعة ومفيدة

كان أحد تلاميذ الحكيم زينو دائم الشكوى من كل شيء ومن أي شيء ، وفي أي وقت حتى ابتعد عنه الناس وأصبح وحيدا فشكا أمره إلى الحكيم زينو وقال له : إن الناس يغيرون منه ويحقدون عليه ، وهنا طلب الحكيم من الشاب أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلوا إلى طريق مظلم ، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الأخرى ، فتعجب الشاب وسأل الحكيم : ( لماذا أسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطرق الأخرى التي بها نور يساعدني على الوصول إلى المكان الذي أريده؟!) ، لم يرد الحكيم الصيني على سؤال الشاب بل كرر نفس الجملة التي قالها له من قبل ((سر في هذا الطريق وسأقابلك من الناحية الأخرى )) . ثم ترك الشاب بمفرده فبدأ الشاب في السير في الطريق وكان فعلا مظلما لا يستطيع أن يرى أي شيء على الإطلاق حتى يديه أو أين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويتساءل: لماذا طلب مني الحكيم أن أسلك هذا الطريق المظلم ؟ هل هو امتحان أم أن الرجل كبر في السن وأصبح لا يعلم ماذا يقول ؟ وعندما كان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط صدمة قويه جعلته يصرخ من الألم مما جعله يغضب، فابتعد عن هذا المكان واتجه إلى مكان آخر ولكنه لم يعرف أي اتجاه يسلك لكي يخرج من هذا المكان ، ولم يعرف من أين أتى وأصبح في حيرة من أمره ، ولكنه سار في الاتجاه  المعاكس ، وهو يشعر بالغضب الشديد تجاه الرجل الحكيم وكان يكلم نفسه ، ويفكر في السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه بحائط آخر فصرخ من الصدمة وبدأ يسب الرجل الحكيم ، ويلومه على ما فعله به وسلك طريق آخر وهو يكلم نفسه سلبيا ويسب الرجل الصيني ويلومه وأيضا يلوم نفسه لأنه سمع كلام هذا المعتوه ، فوقع في حفرة عميقة فصرخ من المفاجأة والألم وبغضب شديد راح يسب الرجل الحكيم بأسوأ الألفاظ ،وحاول أن يخرج من الحفرة ولكنها كانت عميقة فلم يستطع فبكى من وضعه وجلس في مكانه وهو شاعر بالضياع وخوف تام حتى أغمي عليه من شدة الصدمة.
و عندما أفاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة ولكن من الذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الأمل وظل في مكانه. بعد فترة من الزمن وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد ففرح وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة ، وجاء الشخص أمامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه إلى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم : ( أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك) ولم يرد الحكيم ، فكرر الشاب سؤاله وهو غاضب : ( لماذا فعلت ذلك معي؟ ) فرد زينو بسؤال الشاب : ( ما الذي تعلمته من تجربتك ؟) فرد الشاب بغضب وقال : ( أنه لا يجب علي أن أسمع كلام أحد ولا أثق بأحد بعد اليوم !) فمشى زينو ولم يرد ، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال : ( أعرف أن هناك درسا لما حدث وأرجو أن تعذرنني لأني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فأرجو منك أن تعلمني وتنصحني. ) .
وهنا قال زينو : (( هذا هو ما تعلمته أيها الشاب وهذا هو الدرس ، أن أسلوبك الأخير هو السبب الذي جعلني أرد على سؤالك لأنه كان أسلوب مهذب وإيجابي وله هدف تستفيد منه ، أما الطريق المظلم الذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية ، والحفرة التي وقعت فيها كانت هي الأخرى نتيجة من أفكارك السلبية !) ثم اقترب زينو من الشاب ونظر في عينيه وقال ((هذا هو التفكير السلبي أيها الشاب ، يجعل الإنسان لا يرى الطريق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجا ، ويصطدم بكل ما يؤلمه ويجعله يشعر بالضياع والفشل والألم والغضب وكل شيء سلبي ينجذب إليه من نفس نوع أفكاره . لذلك إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف أن في داخلك ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية ، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد الذي يستطيع أن يقتلك بخبطة واحده ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يغيرها لك ، ولكنك أنت الوحيد الذي تستطيع أن تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الاتزان والسعادة.

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

أحذر هذه الخمسة حتى تكون ناجحا في فن الاتصال



تفادى السلبيات الخمس الآتية ليكون لديك نظرة سليمة للأشياء:


1/ اللــوم.
كثير مانسمع الناس يتلاومون يلومون ابآهم ورؤسائهم وبعض الناس يلقون اللوم على حالة الطقس لتبرير شعورهم واحساسهم فأبعد نهج اللوم من حياتك وابدا بالبحث عن الطرق التي تستطيع ان تحسن بها ظروف حيااتك.

2/المقارنة.
نحن نميل عاده بمقارنه انفسنا بالاخرين ونكون دئمآ الخاسرين بتلك المقارنه حيث انا المقارنه تقوم على الاشياء التي نفتقدها واذا كان لابد من المقارنه فقم بها ولكن عليك ان تقارن بين حالتك الان وحالتك التي من الممكن ان تكون عليه في المستقبل وعليك ان تسال نفسك عن الطريقه التي يمكن بها تحسين ظروف حياتك وعليك بالتركيز على قدراتك الشخصيه وتطويرها.وتذكر ان كل شخص يمتاز عن الاخرين ولو بشئ واحد فقط.

3/النقد.
قبل ان تقوم بالنقد لاي شخص عليك ان تتنفس بعمق وتقوم بالعد العكسي من عشره الى واحد لاطلاق سراح أي توتر وعليك ان تقوم بالتفكير في ثلاث مميزات لهذا الشخص وركز انتباهك على نقاط القوه فيه بدلا من نقاط الضعف وكن لطيفا في معاملته.

4/العيش مع الماضي.
اذا كنت تعيش مع الماضي فهذا ماستكون عليه حياتك تماما في الحاضر والمستقبل فالعيش مع الماضي هي سبب اساسي للفشل حيث إن الماضي قد انتهى الى الابد ويمكننا فقط ان نتعلم منه ونستفيد المعرفه التي اكتسبناها ومن الدروس التي مرت بنا وذلك بهدف تحسين ظروف حياتنا.

5/ظاهرة الـ أنـا.
قامت إحدى شركات التلفزيون في نيويورك بدراسه لمعرفة اكثر كلمه متداوله في الاحاديث التلفزيونيه وتوصلت هذه الدراسه الى انه بين(5000) مكالمه كان هناك(3990)مكالمه استخدمت فيها مرات عديده كلمة انا مثل: انا نفسي ؛؛ انا شخصيآ،، اذا اردت انا يسخر منك الاخرون او يتحاشو الحديث معك فعليك فقط ان تتحدث دائمآ عن نفسك وهناك مثل قديم يقوول: حدث الناس عن نفسك سيسمعون لك،، حدثهم عن انفسهم سيحبونك ،، لذلك عليك ان تقلل من استعمال كلمة انـا وكن كريما في استعمال كلمة انت.


وفي الاخير تعلم ان تسامح لتفادي كل هذه السلبيات الخمس،ان تسامح يعني انها الطريقة الارخص والاسهل لتعيش حياة افضل.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More