تعديل

Flag Counter

السبت، 7 ديسمبر 2013

قصة الحكيم زينوا رائعة ومفيدة

كان أحد تلاميذ الحكيم زينو دائم الشكوى من كل شيء ومن أي شيء ، وفي أي وقت حتى ابتعد عنه الناس وأصبح وحيدا فشكا أمره إلى الحكيم زينو وقال له : إن الناس يغيرون منه ويحقدون عليه ، وهنا طلب الحكيم من الشاب أن يسير معه وبالفعل سارا معا حتى وصلوا إلى طريق مظلم ، فطلب زينو من الشاب أن يسلك هذا الطريق بمفرده وأنه سيقابله من الناحية الأخرى ، فتعجب الشاب وسأل الحكيم : ( لماذا أسلك هذا الطريق المظلم وأترك الطرق الأخرى التي بها نور يساعدني على الوصول إلى المكان الذي أريده؟!) ، لم يرد الحكيم الصيني على سؤال الشاب بل كرر نفس الجملة التي قالها له من قبل ((سر في هذا الطريق وسأقابلك من الناحية الأخرى )) . ثم ترك الشاب بمفرده فبدأ الشاب في السير في الطريق وكان فعلا مظلما لا يستطيع أن يرى أي شيء على الإطلاق حتى يديه أو أين يضع قدميه وكان يكلم نفسه ويتساءل: لماذا طلب مني الحكيم أن أسلك هذا الطريق المظلم ؟ هل هو امتحان أم أن الرجل كبر في السن وأصبح لا يعلم ماذا يقول ؟ وعندما كان يفكر ويكلم نفسه اصطدم بقوة في حائط صدمة قويه جعلته يصرخ من الألم مما جعله يغضب، فابتعد عن هذا المكان واتجه إلى مكان آخر ولكنه لم يعرف أي اتجاه يسلك لكي يخرج من هذا المكان ، ولم يعرف من أين أتى وأصبح في حيرة من أمره ، ولكنه سار في الاتجاه  المعاكس ، وهو يشعر بالغضب الشديد تجاه الرجل الحكيم وكان يكلم نفسه ، ويفكر في السلبيات الممكنة حتى اصطدم وجهه بحائط آخر فصرخ من الصدمة وبدأ يسب الرجل الحكيم ، ويلومه على ما فعله به وسلك طريق آخر وهو يكلم نفسه سلبيا ويسب الرجل الصيني ويلومه وأيضا يلوم نفسه لأنه سمع كلام هذا المعتوه ، فوقع في حفرة عميقة فصرخ من المفاجأة والألم وبغضب شديد راح يسب الرجل الحكيم بأسوأ الألفاظ ،وحاول أن يخرج من الحفرة ولكنها كانت عميقة فلم يستطع فبكى من وضعه وجلس في مكانه وهو شاعر بالضياع وخوف تام حتى أغمي عليه من شدة الصدمة.
و عندما أفاق من الصدمة بدأ يصرخ بأعلى صوته طالبا النجدة ولكن من الذي سيسمعه وهو في هذا المكان ففقد الأمل وظل في مكانه. بعد فترة من الزمن وجد ضوء شمعة يأتي من بعيد ففرح وصرخ بكل قوته ليطلب النجدة ، وجاء الشخص أمامه وكان الحكيم زينو شخصيا وساعد الشاب على الخروج من الحفرة وصحبه إلى خارج الطريق وهناك أوقف الشاب الحكيم : ( أريد أن أعرف لماذا فعلت بي ذلك) ولم يرد الحكيم ، فكرر الشاب سؤاله وهو غاضب : ( لماذا فعلت ذلك معي؟ ) فرد زينو بسؤال الشاب : ( ما الذي تعلمته من تجربتك ؟) فرد الشاب بغضب وقال : ( أنه لا يجب علي أن أسمع كلام أحد ولا أثق بأحد بعد اليوم !) فمشى زينو ولم يرد ، وهنا وقف الشاب أمام الحكيم وقال : ( أعرف أن هناك درسا لما حدث وأرجو أن تعذرنني لأني عانيت كثيرا جدا في هذا الطريق فأرجو منك أن تعلمني وتنصحني. ) .
وهنا قال زينو : (( هذا هو ما تعلمته أيها الشاب وهذا هو الدرس ، أن أسلوبك الأخير هو السبب الذي جعلني أرد على سؤالك لأنه كان أسلوب مهذب وإيجابي وله هدف تستفيد منه ، أما الطريق المظلم الذي طلبت منك أن تسلكه فهو يمثل أفكارك السلبية ، والحفرة التي وقعت فيها كانت هي الأخرى نتيجة من أفكارك السلبية !) ثم اقترب زينو من الشاب ونظر في عينيه وقال ((هذا هو التفكير السلبي أيها الشاب ، يجعل الإنسان لا يرى الطريق المضيئة بل يجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد فيها مخرجا ، ويصطدم بكل ما يؤلمه ويجعله يشعر بالضياع والفشل والألم والغضب وكل شيء سلبي ينجذب إليه من نفس نوع أفكاره . لذلك إذا أردت فعلا أن تكون حكيما يجب أن تعرف أن في داخلك ألد أعدائك وهي أفكارك السلبية ، عندما تعرف كيف تتحكم فيها ستجدها تعمل لصالحك تماما مثل الحصان الشارد الذي يستطيع أن يقتلك بخبطة واحده ولكنك لو علمته يصبح صديقا نافعا وتذكر أن أفكارك من صنعك أنت لن يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن يغيرها لك ، ولكنك أنت الوحيد الذي تستطيع أن تغيرها وتجعلها تخدمك وتساعدك على الاتزان والسعادة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More