تعديل

Flag Counter

الخميس، 17 أكتوبر 2013

الوصف القرآني للعلاقة بين الرجل و المرأة ل محمد قطب من كتاب الانسان بين المادية والاسلام




يصف القران العلاقة بين الرجل والمرأة في تعبير دقيق جميل حيث يقول:"هن لباس لكم ,وانتم لباس لهن".ففي هذه الكلمات القليلة تصوير رائع لعلاقة الجسد وعلاقة الروح في آن.فاللباس الصق شيء بالجسد,وهو الستر الذي يستتر به,وهو في الوقت  ذاته مفصل على قده لا ينقص ولا يزيد.والرجل والمرأة الصق شيء بعضهما ببعض:يلتقيان فإذا هما جسد واحد وروح واحدة.وفي لحظة يذوب كل منهما في الآخر فلا تعرف لهما حدود.وهما أبدا يهفوان إلى هذا الاتصال الوثيق الذي يشبه اتحاد اللباس بلباسه.
ثم هما ستر ,كل  واحد للآخر.فهما من الناحية الجسدية ستر وصيانة.وهما على الدوام ستر روحي ونفسي .فليس احد استر لأحد من الزوجين المتآلفين,يحرص كل منهما على عرض الأخر وماله ونفسه وأسراره أن ينكشف منها شيء فتنهبه الأفواه والعيون.وهما كذلك وقاية تغني كل واحد منهما عن الفاحشة وأعمال السوء ,كما يقي الثوب لابسه من أذى الهاجرة والزمهرير.
وإذا كانت العلاقة بين الرجل والمرأة وثيقة إلى هذا الحد,فقد وجب أن يلتقيا ليكون كل منهما لباسا لصاحبه,يزينه ويكمله,ويلتصق به للوقاية والستر.
لذلك يحرص الإسلام(والأديان السماوية كلها)على أن يكون الزواج هو الطريقة التي يلتقي بها الرجل والمرأة,ويزيد على بقية الأديان أن يدعوا إليه دعوة حارة,فبجعله النبي صلى الله عليه وسلم  بمثابة نصف الدين,لأنه إذ يقي من الشهوة العارمة,ويخلص النفس من سطوتها ومشغلتها,يهيئ الأفكار والمشاعر لاستقبال الأهداف العليا ,والعمل في سبيلها.

 ل محمد قطب من كتاب الانسان بين المادية والاسلام

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More